فعن أنسٍ -رضي الله عنه-, عن النبي -صلى الله عليه وسلَّم- قال:
((ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلاوَةَ الإِيمَانِ.
-معنى ذلك: أن الإيمان ذوق، ومن هذا الذوق أن للإيمان حلاوة, فمؤمن مع انقباض، مع ضيق، مع يأس, ليس هذا مؤمناً، الذي آمن إيماناً صحيحاً, يجب أن يذوق حلاوة الإيمان.
ومن توجيه النبي -عليه الصلاة والسلام-: أنه من آمن إيماناً صحيحاً, وجد حلاوة الإيمان.
يقول عليه الصلاة والسلام-: ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلاوَةَ الإِيمَانِ.
-الإيمان بحث، والإيمان تصديق، والإيمان اتصال بالله عزَّ وجل, والكفر جهل، والكفر تكذيب، والكفر إعراضٌ عن الله عزَّ وجل, هناك بالإيمان جانب فكري، وهناك جانب تصديقي، وكذلك جانب شعوري.
فالنبي -عليه الصلاة والسلام- في هذا الحديث بيَّن الجانب الشعوري,
فقال-: ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلاوَةَ الإِيمَانِ .
ما هي الشروط التي ينبغي أن يتحلى بها الإنسان لكي يذوق حلاوة الايمان؟ :
1-أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما :
-بالمناسبة: فهذا الحديث مقياسٌ لنا، إنه وصفٌ للمؤمن كذلك ومقياسٌ لنا، فكل واحدٍ منا يسأل نفسه هذا السؤال: هل تنطبق عليَّ هذه الشروط؟ إذا انطبقت فليفرح, وهنيئاً له، فإذا لم تنطبق, فلا بدَّ من السعي الحثيث حتى يصل إلى هذا المستوى المطلوب، ما هي هذه الثلاث؟
قال عليه الصلاة والسلام- :أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا.
-هذا كلام معناه واضح، وقد يقول كل واحدٍ منا: نعم الله ورسوله أحب إليَّ مما سواهما, فإذا كان الأمر كلاماً فالقضيَّة سهلة جداً، لكن ربنا عزَّ وجل يضع المؤمن في امتحانات صعبة، مصلحته الماديَّة أن يفعل كذا وكذا، إن رضوان الله عزَّ وجل في أن يدع هذه الصفقة، فإذا أخذ صفقةً فيها شبهة وآثرها على رضوان الله عزَّ وجل، يجب أن يعلم علم اليقين أن الله ورسوله ليس أحب إليه مما سواهما, الذي يطيع زوجته ويعصي ربه, ليعلم علم اليقين أن الله ورسوله ليس أحب إليه مما سواهما؛ الذي يؤثر شهوة، الذي يؤثر مخالفة، يؤثر معصية، يؤثر انحرافاً، يؤثر تقصيراً على طاعة الله ورسوله، فهو لا يحب الله ورسوله كحبِّه لهذا الشيء الذي آثره، إذاً نحن الآن أمام مشكلة، لأن الادعاء سهل جداً:
وكلٌ يدَّعي وصلاً بليلى وليلى لا تقرُّ لهم بذاك
لك أن تدعي ما شئت، ولكن الله سبحانه وتعالى كفيلٌ بأن يضع المؤمن في ظرفٍ دقيقٍ دقيق، يكشف له وللناس أنه لا يحب الله ورسوله كما يدعي، لذلك فالإنسان يجب أن يتلو هذه الآية ويتدبَّرها:
﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ﴾
[سورة العنكبوت الآية: 2]
قد تواجهه موقفاً صعباً، قد تُغلق دونك كل الأبواب -أبواب الحلال كلها مغَّلقة- ويفتح الله لك باباً فيه كسبٌ حرام، المؤمن لو قطَّعته إرباً إرباً لا يقترف الحرام، أما ضعيف الإيمان يقول لك: أنا مضطر عندي أولاد, معنى ذلك: أن الله ورسوله ليس أحب إليه مما سواهما-