منتديات طريق الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات طريق الله

شبكة طريق الله AllahWay منتدى إسلامي دعوي(مشاهدة القنوات الإسلامية و الدينة تحميل قرءان كريم , و أناشيد , و تلاوات خاشعة , و مقاطع مؤثرة , و دروس تعليمية و تمارين للسنوات التعليم الأولى و الثانية باكالوريا و الكثير..
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولتصفح المصحف و استمع لأكثر من قارئEnglishFrançaisمقاطع مؤثرة جدا تلاوات خاشعة و مؤثرة بأصوات عذبة و قويةمحاضرات و دروس و خطب إسلامية للعديد من المشايخ و العلماءأناشيد إسلامية جميلة للكبار المنشدينفلاشات وعظية,قرءانية,إنشادية,قضايا الأمة,رمضانية,فلاشات نسائية..أدعية مؤثرة و مختارة بأصوات مؤثرةمشاهدة القنوات الإسلامية على الأنترنترقية شرعية من الكتاب و السنة للإستماع و التحميلفتاوى و أحكام إسلاميةبرامج إسلامية رائعة للتحميلتحميل كتب و موسوعات إسلاميةمدونة شبكة طريق اللهتابعونا على الفيسبوكتابعوا جميع الفيديوات و المقاطع على يوتوب قناة شبكة طريق اللهتابعونا على تويترراسلنا في اي شيء و سنرد عليك في أقل من 24 ساعةمشاهدة قناة إقرأ الفضائية - مباشرمشاهدة قناة فور شباب الفضائية - مباشرةمشاهدة قناة الرحمة الفضائية (مباشرة)مشاهدة قناة الرسالة الفضائية - مباشرة

 

 عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 1658
الحسنات الحسنات : 38788
الجوائز : : 12
تاريخ التسجيل : 28/04/2011
الموقع : منتديات طريق الله

عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه Empty
مُساهمةموضوع: عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه   عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه Emptyالثلاثاء أغسطس 23, 2011 12:23 pm

عبدالله بن مسعود



عبدالله بن مسعود (3) (32 هـ)
عبدالله بن مسعود بن غَافِل، أبو عبدالرحمن الهُذَلِي، المكي المهاجري
__________
(1) سير أعلام النبلاء (2/71-72).
(2) المصدر نفسه.
(3) الإصابة (4/233-236) والاستيعاب (3/987-994) والحلية (1/124-139) والبداية (7/162-163) وطبقات ابن سعد (3/150-161) وتاريخ بغداد (1/147-150) والتذكرة (1/13-16) ومجمع الزوائد (9/286-291) والسير (1/461-500) والعقد الثمين (5/283-284) وشذرات الذهب (1/38-39) والوافي بالوفيات (17/604-606).

البدري، حليف بني زهرة، الإمام الحبر، فقيه الأمة، كان من السابقين الأولين ومن النجباء العالمين، شهد بدرا وهاجر الهجرتين، قال رضي الله عنه: لقد رأيتني سادس ستة وما على ظهر الأرض مسلم غيرنا. وأخرج البخاري والنسائي من حديث أبي موسى قال: "قدمت أنا وأخي من اليمن فمكثنا حيناً وما نحسب ابن مسعود وأمه إلا من أهل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - لكثرة دخولهم وخروجهم عليه" (1) . وفي البخاري عن أبي وائل قال: كنت مع حذيفة، فجاء ابن مسعود فقال حذيفة: "إن أشبه الناس هديا ودلا وقضاء وخطبة برسول الله - صلى الله عليه وسلم - من حين يخرج من بيته، إلى أن يرجع لا أدري ما يصنع في أهله لعبدالله بن مسعود، ولقد علم المحفوظون من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - أن عبدالله من أقربهم عند الله وسيلة يوم القيامة" (2) . وعنه قال: "والذي لا إله غيره لقد قرأت من في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بضعا وسبعين سورة، ولو أعلم أحدا أعلم بكتاب الله مني تبلغه الإبل لأتيته" (3) . وفي المسند بسند حسن أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأ قراءة ابن أم عبد" (4) وعن علي قال: أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابن مسعود، فصعد شجرة يأتيه منها
__________
(1) البخاري (7/129/3763) ومسلم (4/1911/2460) والترمذي (5/631/3806) وقال: "هذا حديث حسن صحيح غريب". والنسائي في الكبرى (5/72/8263).
(2) رواه الحاكم (3/315) وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي بنحو هذا اللفظ. ورواه أحمد (5/395و402) والبخاري (7/129/3762)و(10/624/6097) والترمذي (5/631-632/3807) وقال: "هذا حديث حسن صحيح". وهو عند بعضهم باختصار.
(3) البخاري (9/56/5000) ومسلم (4/1912/2462).
(4) أحمد (1/445) وابن ماجة (1/49/138) وابن حبان (15/542-543/7066-7067 الإحسان) وفي الباب عن عمر بن الخطاب.

بشيء، فنظر أصحابه إلى ساق عبدالله، فضحكوا من حموشة ساقيه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "ما تضحكون؟ لرجْل عبدالله أثقل في الميزان يوم القيامة من أحد" (1) . وفي صحيح البخاري ومسلم عن عبدالله قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "اقرأ علي القرآن، قلت يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: إني أشتهي أن أسمعه من غيري، فقرأت عليه سورة النساء حتى بلغت: فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا (41) (2) فغمزني برجله، فإذا عيناه تذرفان". (3) وسئل علي رضي الله عنه عن ابن مسعود فقال: علم الكتاب والسنة ثم انتهى وكفى به.
توفي رضي الله عنه سنة اثنتين وثلاثين، وقيل غير ذلك.
موقفه من المبتدعة:
- جاء في البدع لابن وضاح عن ابن مسعود قال: من أحب أن يكرم دينه فليعتزل مخالطة السلطان ومجالسة أصحاب الأهواء، فإن مجالستهم ألصق من الجرب. (4)
- جاء في ذم الكلام عن عبدالرحمن بن يزيد عن أبيه: سمعت ابن
__________
(1) أحمد (1/114) والطبراني (9/97/8516) وأبو يعلى (1/409-410/539) وذكره الهيثمي في المجمع (9/288-289) وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني ورجالهم رجال الصحيح غير أم موسى وهي ثقة". وفي الباب عن ابن مسعود.
(2) النساء الآية (41).
(3) أحمد (1/380و433) والبخاري (8/317/4582) ومسلم (1/551/800) وأبو داود (4/74/3668) والترمذي (5/223/3025).
(4) ما جاء في البدع (ص.110) والدارمي (1/90).

مسعود يقول: يا أيها الناس إن الله بعث محمدا بالحق، وأنزل عليه الفرقان وفرض عليه الفرائض وأمره أن يعلم أمته، فبلغهم رسالته ونصح لأمته، وعلمهم ما لم يكونوا يعلمون ، وبين لهم ما يجهلون، فاتبعوه ولا تبتدعوا، فقد كفيتم، كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة. (1)
- وعنه قال: اقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة. (2)
- وجاء في أصول الاعتقاد عن أبي قلابة عن ابن مسعود قال: عليكم بالعلم قبل أن يقبض وقبضه أن يذهب أهله أو قال أصحابه، وقال: عليكم بالعلم فإن أحدكم لا يدري متى يفتقر إليه، أو يفتقر إلى ما عنده، وإنكم ستجدون أقواما يزعمون أنهم يدعونكم إلى كتاب الله، وقد نبذوه وراء ظهورهم، فعليكم بالعلم، وإياكم والتبدع وإياكم والتنطع وإياكم والتعمق وعليكم بالعتيق. (3)
- وفيه: عن ابن مسعود إنا نقتدي ولا نبتدي ونتبع ولا نبتدع ولن
__________
(1) ذم الكلام (ص.79) وطرفه الأخير في الإبانة (1/2/327-328/175) وأصول الاعتقاد (1/96/104) وانظر الاعتصام (1/107) والبدع والنهي عنها (ص.42) وطبقات الحنابلة (1/69).
(2) الدارمي (1/72) والحاكم (1/103) والطبراني في الكبير (10/257/10488) والبيهقي في الكبرى (3/19) وقال: "هذا موقوف". ومحمد بن نصر في السنة (رقم 89 ص 30) وأصول الاعتقاد (1/61-62/13 و14) والإبانة (1/2/320/161) وذم الكلام (117) وجامع بيان العلم وفضله (2/1179) والفقيه والمتفقه (1/383) والمطالب العالية (3/90/2963) وانظر الباعث (ص.66) وتذكر الحفاظ (1/16) ومجموع الفتاوى (4/109) والتلبيس (15-16).
(3) أصول الاعتقاد (1/97/108) وذم الكلام (ص.185) والإبانة (1/2/323-324/ 168) مختصرا. والدارمي (1/54) وجامع بيان العلم وفضله (2/1202) والفقيه والمتفقه (1/167) وانظر الاعتصام (1/107-108) والبدع والنهي عنها (ص.64) والباعث (ص.66-67) وتذكرة الحفاظ (1/16).

نضل ما تمسكنا بالأثر. (1)
- وفيه أيضا: عن عاتكة بنت جزء قالت: أتينا عبدالله بن مسعود فسألناه عن الدجال، قال لنا: لغير الدجال أخوف عليكم من الدجال، أمور تكون من كبرائكم، فأيما مرية أو رجيل أدرك ذلك الزمان فالسمت الأول السمت الأول فأما اليوم على السنة. (2)
- وفي ذم الكلام عنه قال: يا أيها الناس إنكم ستحدثون ويحدث لكم فإذا رأيتم محدثا فعليكم بالأمر الأول. (3)
- وفي الإبانة عنه قال: أكثر الناس خطايا يوم القيامة أكثرهم خوضا في الباطل. (4)
- وأخرج اللالكائي عن عبدالله بن مسعود قال: إياكم وما يحدث الناس من البدع، فإن الدين لا يذهب من القلوب بمرة، ولكن الشيطان يحدث له بدعا حتى يخرج الإيمان من قلبه، ويوشك أن يدع الناس ما ألزمهم الله من فرضه في الصلاة والصيام والحلال والحرام، ويتكلمون في ربهم عز وجل فمن أدرك ذلك الزمان فليهرب، قيل: يا أبا عبدالرحمن فإلى أين؟ قال: إلى لا أين. قال يهرب بقلبه ودينه لا يجالس أحدا من أهل البدع. (5)
__________
(1) أصول الاعتقاد (1/96-97/105) والفقيه والمتفقه (1/382).
(2) أصول الاعتقاد (1/97/107) وبنحوه في الدارمي (1/71).
(3) ذم الكلام (ص.136) والإبانة (1/2/329/180) والدارمي (1/61) والفقيه والمتفقه (1/457) وانظر طبقات الحنابلة (1/69) والباعث (ص.67) والاستقامة (1/5).
(4) الإبانة (2/3/499/554).
(5) أصول الاعتقاد (1/136-137/196) والحجة في بيان المحجة (1/312).

- وعنه أيضا قال: كيف أنتم إذا لبستكم فتنة يربو فيها الصغير ويهرم فيها الكبير، إذا ترك منها شيء، قيل: تركت السنة، قيل متى ذلك يا أبا عبدالرحمن؟ قال: ذلك إذا ذهب علماؤكم وكثرت جهالكم وكثرت قراؤكم، وقلت فقهاؤكم والتمست الدنيا بعمل الآخرة، وتفقه لغير الدين. (1)
- وروى الدارمي بسنده إلى بلاز بن عصمة قال: سمعت عبدالله بن مسعود يقول وكان إذا كان عشية ليلة الجمعة قام فقال: إن أصدق القول قول الله، وإن أحسن الهدي هدي محمد، والشقي من شقي في بطن أمه، وإن شر الروايا روايا الكذب وشر الأمور محدثاتها وكل ما هو آت قريب. (2)
- وفي الإبانة: عن ثابت بن قطبة قال: كان عبدالله بن مسعود يذكر كل عشية خميس، فيحمد الله ويثنى عليه ويقول: إن أحسن الحديث كلام الله، وأحسن الهدي هدي محمد، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وشر الرواية رواية الكذب. وسمعته يقول: يا أيها الناس عليكم بالطاعة والجماعة، فإنها حبل الله الذي أمر به، وإن ما تكرهون في الجماعة خير لكم مما تحبون في الفرقة. وإن الله عز وجل لم يخلق في هذه الدنيا شيئا إلا وقد جعل له نهاية ينتهي إليه، ثم يزيد وينقص إلى يوم القيامة. وإن هذا الإسلام اليوم مقبل ويوشك أن يبلغ نهايته ثم يدبر وينقص إلى يوم القيامة، وآية ذلك أن تفشوا
__________
(1) أصول الاعتقاد (1/103/123) وجامع بيان العلم وفضله (1/654) والدارمي (1/64). وانظر الاعتصام (1/108) والبدع والنهي عنها (ص.78).
(2) الدارمي (1/69) وما جاء في البدع (ص.62-63و63) وجامع بيان العلم وفضله (2/1162) وذكره الشاطبي في الاعتصام (1/93).

الفاقة وتقطع الأرحام حتى لا يخشى الغني إلا الفقر ولا يجد الفقير من يعطف عليه، وحتى إن الرجل ليشكو إلى أخيه وابن عمه وجاره غني لا يعود عليه بشيء، وحتى إن السائل ليطوف بين الجمعتين لا يوضع في يده شيء وذكر الحديث. (1)
- وأخرج اللالكائي عن عبدالله قال: يجيء قوم يتركون من السنة مثل هذا -يعني مفصل الأصبع- فإن تركتموهم جاءوا بالطامة الكبرى، وإنه لم يكن أهل كتاب قط إلا كان أول ما يتركون السنة وإن آخر ما يتركون الصلاة، ولولا أنهم يستحيون لتركوا الصلاة. (2)
" التعليق على النصوص:
1- هذا ما عليه أصحاب البدع، تجد الجل منهم يرتكب أعظم الكبائر الصريحة في القرآن والسنة، وتجده يعيش بالربا الصريح، وتجده ديوثا في أهله وبناته لا يهمه من اختلط بهن، وأين ذهبن، وأين يأتين، ومع ذلك تجده بزعمه يتقرب بالبدع المنكرة، مثل المولد وغيره من البدع باسم التقرب إلى الله، ومحبة النبي - صلى الله عليه وسلم - ، انظر رحمك الله إلى هذه البلايا ما أعجبها وما أكثر تناقضها، ولكن المبتدعة كالأنعام بل هم أضل.
2- قد وقع ما توقعه أبو عبدالرحمن من وقوع فتنة الشرك والبدعة، فليست هناك فتنة أعظم من البدعة والشرك، فرضي الله عنهم ما أغزر علمهم وما أبعد نظرهم.
__________
(1) الإبانة (1/2/327/173) وطرف منه في الشريعة (1/123-124/17) وأصول الاعتقاد (1/121/159).
(2) أصول الاعتقاد (1/102-103/122) والحاكم (4/519) والإبانة (1/2/331-332/186).

3- بدرت في وقتنا هذا بوادر سوء من أناس تكلمت بها ألسنتهم، وخطتها أقلامهم وتوقحوا على نشرها في كتبهم ومجلاتهم، ألا وهي: قولهم في تصنيف بعض السنن: هذا من الجزئيات، وهذا من القشور، وهذا من الأمور التافهة التي لا ينبغي أن يضيع الوقت في الدعوة إليها، ولا يدري هؤلاء الجهلة لوازم أقوالهم، فيمثلون دائما بالأكل باليمين وإعفاء اللحية ومع ذلك تجدهم متساهلين في البدع، متصادقين مع المبتدعة، وأحيانا يكونون منهم، فليرد هؤلاء على ابن مسعود، وليعتبروا أنفسهم أحسن منه عقلا وعلما، ولا أستبعد أن يؤدي ببعضهم الغرور إلى التجرء على ذلك.

- روى الدارمي بسنده إلى عمر بن يحي قال: سمعت أبي يحدث عن أبيه قال كنا نجلس على باب عبدالله بن مسعود قبل صلاة الغداة فإذا خرج مشينا معه إلى المسجد، فجاءنا أبو موسى الأشعري، فقال: أخرج إليكم أبو عبدالرحمن بعد؟ قلنا: لا، فجلس معنا حتى خرج فلما خرج قمنا إليه جميعا. فقال له أبو موسى: يا أبا عبدالرحمن، إني رأيت في المسجد آنفا أمرا أنكرته، ولم أر والحمد لله إلا خيرا، قال: فما هو؟ فقال: إن عشت فستراه، قال: رأيت في المسجد قوما حلقا جلوسا، ينتظرون الصلاة، في كل حلقة رجل، وفي أيديهم حصى، فيقول: كبروا مائة؟ فيكبرون مائة. فيقول: هللوا مائة؟ فيهللون مائة، ويقول: سبحوا مائة؟ فيسبحون مائة. قال: فماذا قلت لهم؟ قال: ما قلت لهم شيئا. انتظار رأيك أو انتظار أمرك، قال: أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم، وضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم. ثم مضى ومضينا معه، حتى أتى حلقة من تلك الحلق، فوقف عليهم فقال: ما هذا الذي أراكم تصنعون؟ قالوا: يا أبا عبدالرحمن حصى نعد به التكبير والتهليل والتسبيح. قال: فعدوا سيئاتكم، فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء. ويحكم يا أمة محمد، ما أسرع هلكتكم، هؤلاء صحابة نبيكم - صلى الله عليه وسلم - متوافرون، وهذه ثيابه لم تبل، وآنيته لم تكسر، والذي نفسي بيده، إنكم لعلى ملة هي أهدى من ملة محمد أو مفتتحو باب ضلالة، قالوا: والله يا أبا عبدالرحمن، ما أردنا إلا الخير، قال: وكم من مريد للخير لن يصيبه. إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حدثنا أن قوما يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم (1) ، وايم الله ما أدري لعل أكثرهم منكم، ثم تولى عنهم، فقال عمرو ابن سلمة: رأينا عامة أولئك الحلق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج. (2)
" التعليق:
هذا الموقف من أعظم الحجج على المبتدعة الذين يحاولون مغالطة الناس بتقسيم البدعة إلى حسنة وغير حسنة، فإن هذا الأمر الذي أنكره أبو موسى أول ما رآه، وابن مسعود بعد ما شاهده بالنسبة للبدع التي في زماننا أمر يسير، فلا أدري ماذا يكون موقفه لو شاهد الطامات الكبرى التي عليها مبتدعة أهل وقتنا والله المستعان.
__________
(1) أحمد (1/404) والترمذي (4/417-418/2188) وقال: "حديث حسن صحيح". وابن ماجه (1/59/168).
(2) الدارمي (1/68-69) ورواه الطبراني (9/136/8636) مختصرا، وبنحوه عند ابن وضاح في البدع (ص.40). وانظر مجمع الزوائد (1/181) والباعث على إنكار البدع والحوادث (ص.63-65) والاعتصام (1/175) والاقتضاء (2/633).

فصحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سدوا المنافذ على المبتدعة في كل زمان، وحذروهم كل التحذير، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
انظر رحمك الله معي هذه القصة وتأملها ولا تغتر بمن طعن فيها، هذا أبو موسى يفزع مما رأى ويركض ليخبر أبا عبدالرحمن بالحادث الذي شاهده، ويفزع أبو عبدالرحمن مما سمعه من أبي موسى فيعطيه الحكم مسبقا قبل أن يشاهد ما أفزع أبا موسى، ويأتي ويقف على الحلقة ويسألهم عن مقصود فعلهم هذا، فيخبرونه فيجيبهم الجواب المقنع، ويبين لهم استعجالهم بالبدعة، مع وجود من يقتدى به بين أظهرهم من صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وسنة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ما تزال غضة طرية لم تبل ولم تتغير ولا تزال ولله الحمد كذلك إلى قرننا هذا غضة طرية محفوظة بحفظ الله لها، والله المستعان.
- روى ابن وضاح عن أسد عن جرير بن حازم عن الصلت بن بهرام قال: مر ابن مسعود بامرأة معها تسبيح تسبح به، فقطعه وألقاه ثم مر برجل يسبح بحصى، فضربه برجله ثم قال: لقد سبقتم ركبتم بدعة ظلما، ولقد غلبتم أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - علما!! (1)
وفي أصول الاعتقاد: عن عبدالله بن مسعود قال: ألا لا يقلدن أحدكم دينه رجلا، إن آمن آمن وإن كفر كفر، فإن كنتم لابد مقتدين، فبالميت فإن
__________
(1) ابن وضاح (ص.46).

الحي لا تؤمن عليه الفتنة. (1)
" التعليق:
ورد عن ابن مسعود أقوال وأفعال تدل على بغضه للتقليد الأعمى الذي يرمي صاحبه في الهاوية. وما هلك المسلمون وأصابهم ما أصابهم إلا بهذا الداء العضال. فبعد الناس عن قال الله قال رسوله، وأصبحت الحجة عندهم في أقوال المتأخرين الذين متنوا لهم متونا، ونظموا لهم مسائل، فتجد أحدهم يحفظ من هذا الشيء الكثير، ولكن لا يعرف ما في صحيح البخاري ومسلم والموطأ، أو على الأقل: بلوغ المرام أو عمدة الأحكام. ولهذا إذا نزل بأحدهم نازلة فزع إلى ما عنده من النثر أو النظم وجعله حجة في دينه، وإذا قلت: المسألة على خلاف الحديث، يثور عليك ويفزع إلى حجة باطلة، وهي قوله: من بقي من الناس يفهم القرآن والحديث؟ مع أنه إذا أخذ مختصرا من هذه المختصرات، احتاج في تعلمه إلى سنين حتى يفهم المتن بواسطة الشرح الصغير والمتوسط والكبير، وحاشية فلان وفلان، وقد يمضي طول عمره ما يعرف دليلا من الكتاب والسنة، فلذا تجد من هذه الأنواع من أفنى عمره في المتون والحواشي، وتجده يوم المشاهد والقبور بنذره وهداياه، طالبا القوت منهم والنفع ودفع الضر، وبالتالي سلط الله على المسلمين عدوهم، فاستباح بيضتهم وحرمتهم، وجعلهم يمشون وراءه في كل صغيرة وكبيرة إلا من
__________
(1) أصول الاعتقاد (1/105/130) والطبراني (9/166/8764) وأورده الهيثمي في المجمع (1/180) وابن عبدالبر في جامع بيان العلم وفضله (2/988) وروى الخطيب في الفقيه والمتفقه (2/131-132) الطرف الأول منه وفي (1/438) بنحوه. والاعتصام (2/876) وإعلام الموقعين (2/195).

جعله الله من الطائفة المنصورة. فرضي الله عن ابن مسعود الذي حذر هذه الأمة من الوقوع في هذه الورطة.
- وجاء في صيانة الإنسان عن ابن مسعود قال: أنتم في زمان: خيركم المسارع في الأمور. وسيأتي زمان بعدكم: خيرهم فيه المتثبت المتوقف لكثرة الشبهات. (1)
" التعليق:
رضي الله عن هذا الإمام وسائر إخوانه من سلفنا الصالح الذين ما تركوا باب شر إلا وسدوه في وجوه المبتدعة على اختلاف أنواعهم، فكم ألقى الملاحدة من شبه سخيفة على ضعاف المسلمين لتشكيكهم في ربهم ونبليهم ودينهم. وكم ألقى المبتدعة من الشبه التي لا حصر لها لصرف وجوه الناس إليهم، وقد افتتن بها خلق كثير من ضعاف المعرفة الذين أعرضوا عن مثل هذه النصائح الغالية، إذ لو طلبوا الحكم الشرعي بدليله في النازلة التي تحيق بهم، والشبه التي تعرض لهم، لما انطلت عليهم هذه الأفكار الكاسدة في سوق المعرفة، ولا كان لها رواج بينهم ولا حول ولا قوة إلا بالله.

- وعن مسروق عن ابن مسعود قال: ليس عام إلا والذي بعده شر منه، لا أقول عام أمطر من عام ولا عام أخصب من عام ولا أمير خير من أمير، ولكن ذهاب علمائكم وخياركم، ثم يحدث أقوام يقيسون الأمور
__________
(1) صيانة الإنسان (ص.308-309).

بآرائهم فيهدم الإسلام ويثلم. (1)
- وفي الفتح: عن زيد بن وهب قال: سمعت عبدالله بن مسعود يقول: لا يأتي عليكم يوم إلا وهو شر من اليوم الذي كان قبله حتى تقوم الساعة، لست أعني رخاء من العيش يصيبه ولا مالا يفيده ولكن لا يأتي عليكم يوم إلا وهو أقل علما من اليوم الذي مضى قبله، فإذا ذهب العلماء استوى الناس فلا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر فعند ذلك يهلكون.
- وعن مسروق عنه قال: لا يأتي عليكم زمان إلا وهو أشر مما كان قبله؛ أما إني لا أعني أميرا خيرا من أمير، ولا عاما خيرا من عام، ولكن علماؤكم وفقهاؤكم يذهبون ثم لا تجدون منهم خلفا، ويجيء قوم يفتون برأيهم -وفي لفظ عنه من هذا الوجه- وما ذاك بكثرة الأمطار وقلتها ولكن بذهاب العلماء، ثم يحدث قوم يفتون في الأمور برأيهم فيثلمون الإسلام ويهدمونه. (2)
- روى الدارمي بسنده إلى ابن مسعود وحذيفة أنهما كانا جالسين، فجاء رجل فسألهما عن شيء، فقال ابن مسعود لحذيفة: لأي شيء ترى يسألوني عن هذا؟ قال: يعلمونه ثم يتركونه، فأقبل إليه ابن مسعود فقال: ما سألتمونا عن شيء من كتاب الله تعالى نعلمه أخبرناكم به، أو سنة من نبي
__________
(1) الدارمي (1/65) والطبراني في الكبير (9/109/8551) ابن وضاح (ص.76) وابن عبدالبر في الجامع (2/1043) والهروي في ذم الكلام (ص.89) والخطيب في الفقيه والمتفقه (1/456-457).
(2) الفتح (13/21).

الله - صلى الله عليه وسلم - أخبرناكم به ولا طاقة لنا بما أحدثتم. (1)
- وجاء في صيانة الإنسان: قال عمرو بن ميمون الأودي، صحبت معاذا باليمن، فما فارقته حتى واريته في التراب بالشام، ثم صحبت بعده أفقه الناس عبدالله بن مسعود فسمعته يقول: عليكم بالجماعة، فإن يد الله على الجماعة، ثم سمعته يقول: سيلي عليكم ولاة يؤخرون الصلاة عن مواقيتها فصلوا الصلاة لميقاتها، فهي الفريضة، وصلوا معهم فإنها لكم نافلة، (2) قال: قلت: يا أصحاب محمد ما أدري ما تحدثونا، قال وما ذاك؟ قلت: تأمرني بالجماعة وتحضني عليها ثم تقول: صل الصلاة وحدك وهي الفريضة وصل مع الجماعة وهي النافلة؟ قال: يا عمرو بن ميمون، قد كنت أظنك من أفقه أهل هذه القرية تدري ما الجماعة؟ قلت: لا، قال: إن جمهور الناس الذين فارقوا الجماعة، الجماعة ما وافق الحق وإن كنت وحدك. قال نعيم بن حماد: يعني إذا فسدت الجماعة فعليك ما كانت عليه الجماعة قبل أن تفسد وإن كنت وحدك، فإنك أنت الجماعة حينئذ. (3)
" التعليق:
لم يكن ابن مسعود يزن الأمور بكثرة العدد وقلته، ولكن يلتزم بالحق ولو كان واحدا. فذكر الجماعة والحض عليها ليس معناه ما عليه السواد
__________
(1) الدارمي (1/46) وذكره ابن القيم في إعلام الموقعين (1/252 مختصرا).
(2) أحمد (1/379) ومسلم (1/378-379/534[26]) موقوفا. وأبو داود (1/300/432) والنسائي (2/410/778) وابن ماجه (1/398/1255).
(3) الباعث على إنكار البدع والحوادث (ص.91-92) وتاريخ دمشق (46/408-409) وذكره صاحب صيانة الإنسان (ص.309-310).

الأعظم الذين هم أتباع كل ناعق من مبتدعة وأصحاب عقائد فاسدة، ولكن خلاصة البشر الذين التزموا بالسنة في أقوالهم وأفعالهم، وانتهجوا نهج السلف الصالح، ورضوا مسلكهم ورفضوا كل ما لم يكونوا عليه، وجعلوا السلف الذين في مقدمتهم الصحابة هم الميزان في معرفة الحق والخلق.

- وفي فتح البر عن رجل من عبس، أن ابن مسعود رآى رجلا يضحك في جنازة، فقال: تضحك وأنت في جنازة؟ والله لا أكلمك أبدا. (1)
- وأخرج ابن بطة في الإبانة عن جعفر بن برقان، قال: حدثني بعض أصحابنا أن رجلا من حمير كان يتعلم القرآن عند ابن مسعود، فقال له نفر من قريش: لو أنك لم تعلم القرآن حتى تعرف، فذكر ذلك الحميري لابن مسعود، فقال: بلى فتعلمه فإنك اليوم في قوم كثير فقهاؤهم قليل خطباؤهم، كثير معطوهم قليل سؤالهم، يحفظون العهود ولا يضيعون الحدود، والعمل فيه قائد للهوى، ويوشك أن يأتي عليكم زمان قليل فقهاؤه كثير خطباؤه كثير سؤاله قليل معطوه، يحفظون الحروف ويضيعون الحدود، والهوى فيه قائد للعمل. قال الحميري: وليأتين علينا زمان يكون فيه الهوى قائدا للعمل؟ قال ابن مسعود: نعم، قال: فمتى ذلك الزمان؟ قال: إذا أميتت الصلاة وشيد البنيان وظهرت الأيمان واستخف بالأمانة وقبلت الرشا فالنجاة النجاة، قال: فأفعل ماذا؟ قال: تكف لسانك وتكون حلسا من أحلاس بيتك، قال: فإن لم
__________
(1) فتح البر (1/179).

أترك؟ قال: تسأل دينك ومالك فأحرز دينك وابذل مالك، قال: فإن لم أترك، قال: تسأل دينك ودمك فأحرز دينك وابذل دمك، قال: قتلتني يا ابن مسعود، قال: هو القتل أو النار، قال: فمن خير الناس في ذلك الزمان؟ قال: غني مستخفي، قال: فمن شر الناس في ذلك الزمان؟ قال: الراكب الموضع المستقع. (1)
- وجاء في أصول الاعتقاد عن الأسود بن هلال قال: قال عبدالله: إن أحسن الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - وإن أحسن الكلام كلام الله، وإنكم ستحدثون ويحدث لكم، فكل محدث ضلالة وكل ضلالة في النار، وأتى بصحيفة فيها حديث قال: فأمر بها فمحيت ثم غسلت ثم أحرقت ثم قال: بهذا هلك أهل الكتاب قبلكم، نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون، أنشدت الله رجلا يعلمها عند أحد إلا أعلمني به، والله لو أني أعلم أنها بدير هند لتبلغت إليها. (2)
- وجاء في ذم الكلام عن مرة الهمداني أن أبا قرة الكندي أتى ابن مسعود بكتاب فقال: إني قرأت هذا بالشام فأعجبني فإذا هو كتاب من كتب أهل الكتاب، فقال عبدالله: إنما هلك من كان قبلكم باتباعهم الكتب وتركهم كتاب الله. فدعا بطست وماء فوضعه فيه وأماثه (3) بيده حتى رأيت
__________
(1) الإبانة (2/4/590-591/750) وابن الضريس في فضائل القرآن (ص.27) والفريابي في فضائل القرآن (ص.202-203) ومالك في الموطأ مختصرا (1/173/88) والحوادث والبدع (ص.98).
(2) أصول الاعتقاد (1/86/85).
(3) أماثه: مسحه.

سواد المداد. (1)
- وفي السير: عن أبي وائل أن ابن مسعود رأى رجلا قد أسبل، فقال: ارفع إزارك، فقال: وأنت يا ابن مسعود فارفع إزارك، قال: إن بساقي حموشة وأنا أؤم الناس. فبلغ ذلك عمر، فجعل يضرب الرجل، ويقول: أترد على ابن مسعود؟ (2)
- وفيها: عن زيد بن وهب قال: لما بعث عثمان إلى ابن مسعود يأمره بالمجيء إلى المدينة، اجتمع إليه الناس، فقالوا: أقم فلا تخرج،ونحن نمنعك أن يصل إليك شيء تكرهه. فقال: إن له علي طاعة، وإنها ستكون أمور وفتن لا أحب أن أكون أول من فتحها. فرد الناس وخرج إليه. (3)
- وجاء في الإبانة: قال عبدالله: يأتي على الناس زمان يمتلئ فيه جوف كل امرئ شرا حتى يجري الشر، ولا يجد مفصلا ولا يجد جوفا يلج فيه. (4)
قال ابن بطة عقبه: لا جعلنا الله وإياكم من أهل الشر ولا جعل لأهل الشر علينا سبيلا.
- وفيها: عن عمرو بن مرة قال: قال عبدالله: إنها ستكون أمور مشتبهة فعليكم بالتؤدة فإن الرجل يكون تابعا في الخير خير من أن يكون رأسا في الضلالة. (5)
__________
(1) ذم الكلام (ص.35).
(2) سير إعلام النبلاء (1/491-492) والإصابة (6/217).
(3) السير (1/489).
(4) الإبانة (2/4/575/723).
(5) الإبانة (1/2/328/177) وما جاء في البدع (ص.169).

- وفيها: عن أبي وائل قال: قال عبدالله: ذهب صفو الدنيا فلم يبق إلا الكدر، فالموت اليوم تحفة لكل مسلم، فقال الرجل الذي حدثه أبو وائل: سمعت عبدالله يقول: ما شبهت الدنيا إلا بالتعب يسري صفوه ويبقى كدره ولن يزالوا بخير ما إذا حز في نفس الرجل وجد من هو أعلم فمشى إليه فسقاه وايم الله ليوشكن أن تلتمس ذلك فلا تجده. (1)
- وفيها: عن أبي الأحوص قال: قال عبدالله: ليوطنن المرء نفسه على أنه إن كفر من في الأرض جميعا لم يكفر ولا يكونن أحدكم إمعة، قيل: وما الإمعة؟ قال: الذي يقول أنا مع الناس، إنه لا إسوة في الشر. (2)
- وفيها: عن علقمة بن قيس قال: قال عبدالله:لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله، قال: فبلغ ذلك امرأة من بني أسد يقال لها أم يعقوب -كانت تقرأ القرآن- فأتته فقالت: ما حديث بلغني عنك أراك لعنت الواشمات والمستوشمات والمتنمصات للحسن المغيرات خلق الله، فقال عبدالله: وما لي لا ألعن من لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (3) وهو في كتاب الله، فقالت المرأة: لقد قرأت ما بين اللوحين -المصحف- فما وجدته، قال: أما قرأت:" وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ"
__________
(1) الإبانة (1/1/187-188/23).
(2) الإبانة (1/1/193-194/29).
(3) أحمد (1/454) والبخاري (8/812/4886) ومسلم (3/1678/2125) وأبو داود (4/397-398/4169) والترمذي (5/96-97/2782) وقال: "هذا حديث حسن صحيح". النسائي (8/523-524/5114) وابن ماجه (1/640/1989).

. زاد ابن عبدالبر في الجامع: قالت: بلى. قال فإنه قد نهى عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت: إني لأظن أهلك يفعلون بعض ذلك. قال: فاذهبي فانظري قال: فدخلت فلم تر شيئا قال: فقال عبدالله: لو كانت كذلك لم نجامعها. (2)
- وفيها: عن عبدالله بن عون، عن محمد، قال: كانوا لا يختلفون، عن ابن مسعود في خمس: إن أحسن الحديث كتاب الله، وخير السنة سنة محمد - صلى الله عليه وسلم - ، وشر الأمور محدثاتها، وإن أكيس الكيس التقى، وإن أحمق الحمق الفجور. (3)
- وفيها: عن عبدالله بن مسعود أنه كان يقول في خطبته: إن أصدق الحديث كلام الله، وأوثق العرى كلمة التقوى، وخير الملل ملة إبراهيم، وأحسن القصص هذا القرآن، وأحسن السنن سنة محمد - صلى الله عليه وسلم - ، وأشرف الحديث ذكر الله، وخير الأمور عزائمها، وشر الأمور محدثاتها، وأحسن الهدي هدي الأنبياء، وأشرف القتل موت الشهداء، وأغر الضلالة الضلالة بعد الهدى، وخير العلم ما نفع، وخير الهدى ما اتبع، وشر العمى عمى القلب. وذكر الخطبة بطولها. (4)
- وفيها: عن عطاء بن السائب، عن بعض أصحابه، عن عبدالله، قال:
__________
(1) الحشر الآية (7).
(2) الإبانة (1/1/236-237/68) وجامع بيان العلم (2/1182) والكفاية (ص.12).
(3) الإبانة (1/2/324-325/170) وشطره الأول في البخاري (الفتح 13/249/7277).
(4) الإبانة (1/2/326-327/172).

الزموا الجماعة فإن الله لم يكن ليجمع أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - على ضلالة، الزموا الجماعة حتى يستريح بر أو يستراح من فاجر. (1)
- وفيها: عن عطاء بن السائب، عن أبي البختري والشعبي، قالا: قال عبدالله: عليكم بالطريق فلئن لزمتموه لقد سبقتم سبقا بعيدا، ولئن خالفتموه يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا. (2)
- وفيها: سئل عبدالله، عن مسألة فيها لبس، فقال عبدالله: أيها الناس إن الله قد أنزل أمره وبيناته فمن أتى الأمر من قبل وجهه فقد بين له، ومن خالف فوالله ما نطيق خلافكم. (3)
- وفيها: عن الحارث بن قيس، قال: قال لي عبدالله: يا حارث، تريد أن تسكن وسط الجنة؟ عليك بهذا السواد الأعظم. (4)
- وفيها: عن مسروق، عن عبدالله، قال: إنكم في زمان العمل فيه خير من الرأي، وسيأتي زمان الرأي فيه خير من العمل يعني بالسنة. (5)
- وفيها: وقال ابن مسعود: من أفتى الناس في كل ما يستفتونه فهو مجنون. (6)
- وقال أيضا: إذا أراد الله بعبد خيرا سدده وجعل سؤاله عما يعنيه
__________
(1) الإبانة (1/2/331/184).
(2) الإبانة (1/2/332/187).
(3) الإبانة (1/2/332/188).
(4) الإبانة (1/2/333/191).
(5) الإبانة (1/2/333-334/193).
(6) الإبانة (1/2/418/336) وذم الكلام (ص.88).

وعلمه فيما ينفعه. (1)
- وعن قتادة قال: قال ابن مسعود: عمل قليل في سنة، خير من عمل كثير في بدعة. (2)
- وعن أبي إسحاق، قال: قال عبدالله بن مسعود: اعتبروا الناس بأخدانهم، فإن المرء لا يخادن إلا من يعجبه. (3)
- وفيها عن ثابت أن ابن مسعود، قال: لو أن الناس جمعوا في صعيد واحد كلهم مؤمن وفيهم كافران تألف أحدهما إلى صاحبه، ولو أن الناس جمعوا إلى صعيد واحد كلهم كافر وفيهم مؤمنان تألف أحدهما إلى صاحبه. (4)
وفيها أيضا عن عبدالله بن مسعود قال: الأرواح جنود مجندة تلتقي تتشاءم كما تتشاءم الخيل، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف. ولو أن مؤمنا دخل مسجدا فيه مئة ليس فيهم إلا مؤمن واحد لجاء حتى يجلس إليه، ولو أن منافقا دخل مسجدا فيه مئة ليس فيهم إلا منافق واحد لجاء حتى يجلس إليه. (5)
قال ابن بطة عقبه: وكذا قالت شعراء الجاهلية.. قال طرفة:

تعارف أرواح الرجال إذا التقوا ... فمنهم عدو يتقى وخليل
__________
(1) الإبانة (1/2/419/337).
(2) الإبانة (1/2/357/245).
(3) الإبانة (2/3/439/376).
(4) الإبانة (2/3/455/427).
(5) الإبانة (2/3/455-456/428).

- وفيها: عن هبيرة عن عبدالله قال: إنما يماشي الرجل ويصاحب من يحبه ومن هو مثله. (1)
- وجاء في أصول الاعتقاد عن سعيد بن وهب قال: قال عبدالله: لا يزال الناس بخير ما أتاهم العلم من قبل كبرائهم فإذا أتاهم العلم من قبل أصاغرهم هلكوا. (2)
- ونقل الخطيب عن عبدالرحمن بن يزيد قال: كثر الناس على عبدالله بن مسعود يسألونه، فقال: يا أيها الناس إنه قد أتى علينا زمان لسنا نقضي ولسنا هناك، وإنه قد قدر أن بلغنا من الأمر ما ترون، فمن ابتلي منكم بقضاء، فليقض بما في كتاب الله، فإن لم يكن في كتاب الله، فليقض بما قضى به النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فإن لم يكن في كتاب الله ولا في قضاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فليقض بما قضى به الصالحون، فإن لم يكن في كتاب الله، ولا في قضاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ولا فيما قضى به الصالحون فليجتهد رأيه، ولا يقولن أحدكم إني أخاف وإني أرى، فإن الحلال بين والحرام بين وشبهات بين ذلك، فدع ما يريبك إلى ما لا يريبك. (3)
- وجاء في الشريعة عن أبي وائل، قال: قال عبدالله: إن هذا الصراط محتضر يحضره الشياطين ينادون: يا عبدالله هلم هذا الصراط ليصدوا عن
__________
(1) الإبانة (2/3/476/499).
(2) أصول الاعتقاد (1/94/101) وجامع بيان العلم وفضله (1/616/1057) والمدخل للبيهقي (1/246/275).
(3) الفقيه والمتفقه (1/493).

سبيل الله، فاعتصموا بحبل الله فإن حبل الله هو كتاب الله. (1)
وجاء في إعلام الموقعين (2) : وقال: ما علمك الله في كتابه فاحمد الله، وما استأثر به عليك من علم فكله إلى عالمه، ولا تتكلف، فإن الله عز وجل يقول لنبيه: قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ اردب. (3)
- وجاء في مجموع الفتاوى عن ابن مسعود قال: من سئل عن شيء فليفت بما في كتاب الله، فإن لم يكن فبما في سنة رسول الله، فإن لم يكن فبما اجتمع عليه الناس.
- وقال شيخ الإسلام: وكذلك روى نحوه عن ابن عباس وغيره، ولذلك قال العلماء: الكتاب والسنة والإجماع، وذلك أنه أوجب طاعتهم إذا لم يكن نزاع ولم يأمر بالرد إلى الله والرسول إلا إذا كان نزاع. (4)
- وقال: وكان ابن مسعود -وهو أعلم من كان بالعراق من الصحابة إذ ذاك- يفتي بالفتيا، ثم يأتي المدينة فيسأل علماء أهل المدينة، فيردونه عن قوله فيرجع إليهم، كما جرى في مسألة أمهات النساء، لما ظن ابن مسعود أن الشرط فيها وفي الربيبة، وأنه إذا طلق امرأته قبل الدخول حلت أمها كما تحل ابنتها، فلما جاء إلى المدينة وسأل عن ذلك أخبره علماء الصحابة أن الشرط في الربيبة دون الأمهات. فرجع إلى قولهم، وأمر الرجل بفراق امرأته
__________
(1) الشريعة (1/123/16) والإبانة (1/2/298-299/135).
(2) 1/57).
(3) ص الآية (86).
(4) الفتاوى (20/498-499).

بعد ما حملت. (1)
- وروى ابن وضاح في كتاب البدع: عن عبدالله بن المبارك ويوسف ابن أسباط قالا: قال عبدالله بن مسعود: إن لله عند كل بدعة كيد بها الإسلام وليا من أوليائه يذب عنها وينطق بعلامتها، فاغتنموا حضور تلك المواطن وتوكلوا على الله. قال ابن المبارك وكفى بالله وكيلا. (2)
- وفيه: عن حارثة بن مضرب: إن الناس نودي فيهم بعد نومة أنه من صلى في المسجد الأعظم دخل الجنة. فانطلق النساء والرجال حتى امتلأ المسجد قياما يصلون: قال أبو إسحاق: إن أمي وجدتي فيهم. فأتي ابن مسعود فقيل له: أدرك الناس. قال: ما لهم؟ قيل: نودي فيهم بعد نومة أنه من صلى في المسجد الأعظم دخل الجنة. فخرج ابن مسعود يشير بثوبه: ويلكم. اخرجوا لا تعذبوا، إنما هي نفخة من الشيطان، إنه لم ينزل كتاب بعد نبيكم ولا ينزل بعد نبيكم. فخرجوا وجلسنا إلى عبدالله فقال: إن الشيطان إذا أراد أن يوقع الكذب انطلق فتمثل رجلا ثم يلقى آخر فقال له: أما بلغك الخبر؟ فيقول الرجل: وما ذاك؟ فيقول: كان من الأمر كذا وكذا، فانطلق فحدث أصحابك. قال: فينطلق الآخر فيقول: لقد لقيت رجلا إني لأتوهمه أعرف وجهه، زعم أنه كان من الأمر كذا وكذا،وما هو إلا الشيطان. (3)
__________
(1) الفتاوى (20/312).
(2) ما جاء في البدع (ص.33).
(3) ما جاء في البدع (ص.39-40).

- وفيه: عن مسلم بن أبي عمران الأشعري أن عبدالله بن عمر أتى عبدالله بن مسعود وهو قائم يقص على أصحابه فقال: يا أبا عبدالرحمن، ما الصراط المستقيم؟ قال: تركنا محمد - صلى الله عليه وسلم - في أدناه وطرفه في الجنة، وعن يمينه جواد وعن يساره جواد وعليها رجال يدعون من مر بهم: هلم لك، هلم لك، فمن أخذ منهم في تلك الطرق انتهت به إلى النار، ومن استقام على الطريق الأعظم انتهى به إلى الجنة. ثم تلا ابن مسعود هذه الآية وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ (1) الآية كلها. (2)
- وفيه أيضا: عن الحسن: أن رجلا أتى أبا موسى الأشعري وعنده ابن مسعود فقال: أرأيت رجلا خرج بسيفه غضبا لله تعالى فقاتل حتى قتل، أين هو؟ فقال أبو موسى: في الجنة. فقال ابن مسعود: أيها المفتي، سل صاحبك على سنة ضرب أم على بدعة؟ قال الحسن: فإذا بالقوم قد ضربوا بأسيافهم على البدع. (3)
- وأخرج ابن وضاح بسنده إلى علقمة عن عبدالله قال: إذا التمست الدنيا بعمل الآخرة وتفقه لغير الدين ظهرت البدع. (4)
- وأخرج أيضا عن عبدالله قال: أتدرون كيف ينقص الإسلام؟ قالوا: نعم كما ينقص صبيغ الثوب، وكما ينقص سمن الدابة، قال عبدالله: ذلك
__________
(1) الأنعام الآية (153).
(2) ما جاء في البدع (ص.74-75).
(3) ما جاء في البدع (ص.79-80).
(4) ما جاء في البدع (ص.88).

منه. (1)
- وعنه قال: يأتي على الناس زمان تكون السنة فيه بدعة والبدعة سنة، والمعروف منكرا والمنكر معروفا، وذلك إذا اتبعوا واقتدوا بالملوك والسلاطين في دنياهم. (2)
- وفيه أيضا: وقال: ما أشبه علماء زمانكم إلا كرجل رعى غنمه الحمض، حتى إذا أريحت بطونها وانتفخت أحقاؤها اعتام أفضلها في نفسه، فإذا هي لا تنقي، وما بقي من الدنيا إلا كالشيء شرب صفوه وبقي كدره. (3)
" الغريب:
الحمض: قال في اللسان: الحمض من النبات: كل نبت مالح أو حامض يقوم على سوق ولا أصل له.
وقال اللحياني: كل ملح أو حامض من الشجر كانت ورقته حية إذا غمزتها انفقأت بماء.. ومن الأعراب من يسمي كل نبت فيه ملوحة حمضا. (4)
أريحت: بمعنى انتفخت واتسعت.
أحقاؤها: جمع، مفرده حقو وهو الخصر ومشد الإزار. (5)
اعتام: قال في النهاية: قال الأزهري: أرباب النعم في البادية يريحون الإبل ثم ينيخونها في مراحها حتى يعتموا: أي يدخلوا في عتمة الليل وهي
__________
(1) ما جاء في البدع (ص.143-144).
(2) ما جاء في البدع (ص.171).
(3) ما جاء في البدع (ص.172).
(4) اللسان (7/138).
(5) انظر الصحاح (6/253).

ظلمته. (1) وقال في اللسان: وأصل العتم في كلام العرب المكث والاحتباس. قال ابن سيده: والعتمة: بقية اللبن يفيق بها النعم في تلك الساعة. (2)
وفيه: وأهل البادية يريحون نعمهم بُعَيد المغرب وينيخونها في مراحها ساعة يستفيقونها فإذا أفاقت وذلك بعد مر قطعة من الليل أثاروها وحلبوها وتلك الساعة تسمى عتمة. (3)
لا تنقي: من النِّقي وهو المخ: أي لا مخ لها لضعفها وهزالها. (4) انتهى.

- وفي مقدمة ابن ماجه عن عبدالله بن مسعود قال: إذا حدثتكم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فظنوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي هو أهناه وأهداه وأتقاه. (5)
- وأخرج عبدالله بن أحمد عن عبدالله بن مسعود قال: من كان يحب أن يعلم أنه يحب الله فليعرض نفسه على القرآن، فإن أحب القرآن فهو يحب الله، فإنما القرآن كلام الله. (6)
__________
(1) النهاية (3/180).
(2) اللسان (12/382).
(3) اللسان (12/382).
(4) انظر اللسان (15/340).
(5) مقدمة ابن ماجه (ص.19).
(6) السنة لعبدالله (ص.28).

- وجاء في ذم الكلام: عن عبدالرحمن بن عابس عن عبدالله قال: لا تختلفوا في القرآن ولا تنازعوا فيه فإنه لا يختلف لكثرة الرد، ألا ترون أن شرائع الإسلام فيه واحدة حدودها وفرائضها وأمر الله فيها؟ فلو كان شيء من الحرفين يأمر بشيء نهى عنه الآخر كان ذلك اختلافا ولكنه جامع ذلك كله. (1)
وقال عبدالله: إن للقرآن منارا كمنار الطرق فما عرفتم فتمسكوا به وما أشكل عليكم فردوه إلى عالمه. (2)
- وعن الشعبي قال: قال ابن مسعود: إياكم وأرأيت أرأيت، فإنما أهلك من كان قبلكم أرأيت، ولا تقيسوا شيئا بشيء فتزل قدم بعد ثبوتها، وإذا سئل أحدكم عما لا يدري فليقل: لا أعلم، فإنه ثلث العلم. (3)
- وجاء في ذم الكلام: عن معاوية بن سلمة البصري عن ابن مسعود قال: لا تمكن صاحب هوى من أذنيك فيقذف فيهما داء لا شفاء له. قال: وقال مصعب بن سعد: إما يمرض قلبك لتتابعه، وإما أن يؤذيك قبل أن تفارقه. (4)
- وجاء في السير عن ابن مسعود قال: جاهدوا المنافقين بأيديكم، فإن لم تستطيعوا فبألسنتكم، فإن لم تستطيعوا إلا أن تكفهروا في وجوههم،
__________
(1) ذم الكلام (ص.61) والبيهقي في الشعب (2/420-421/2270).
(2) ذم الكلام (ص.64) وابن أبي شيبة (10/489) والبيهقي في الشعب (2/418/2264).
(3) الطبراني في الكبير (9/109/8550) وذم الكلام (ص.88) وهو في إعلام الموقعين (1/57).
(4) ذم الكلام (4/24-25 طبعة الأنصاري).

فافعلوا. (1)
موقفه من المشركين:
- عن امرأة عبدالله بن مسعود قالت: جاء عبدالله ذات يوم وعندي عجوز ترقيني من الحمرة، فأدخلتها تحت السرير، قالت: فدخل فجلس إلى جنبي، فرأى في عنقي خيطا، فقال: ما هذا الخيط؟ قلت: خيط رقي لي فيه رقية، فأخذه وقطعه ثم قال: إن آل عبدالله لأغنياء عن الشرك، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن في الرقى والتمائم والتولة شركا" قالت: فقلت له: لم تقول هذا وقد كانت عيني تقذف وكنت أختلف إلى فلان اليهودي يرقيها، فكان إذا رقاها سكنت، قال: إنما ذاك من عمل الشيطان، كان ينخسها بيده فإذا رقيتها كف عنها، إنما كان يكفيك أن تقولي كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "أذهب البأس رب الناس اشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما". (2)
" التعليق:
فرضي الله عن هذا الصحابي الجليل، لقد أجاب في هذا الموقف عن شبه يضعها دعاة الشرك، والقبورية، يقولون: إذا كان هؤلاء المقبورون لا ينفعون ولا يضرون فما بال هؤلاء الذين يحملون إلى المقبورين مرضى ويرجعون أصحاء؟ فالجواب في فعل عبدالله مع أهله رضي الله عن الجميع.
__________
(1) السير (1/497).
(2) أحمد (1/381) وأبو داود (4/212-213/3883) وابن ماجه (2/1166-1167/3530) وصححه ابن حبان (13/456/6090) والحاكم (4/417-418) على شرط الشيخين.

- وعنه رضي الله عنه أنه قال: لأن أحلف بالله كاذبا أحب إلي من أن أحلف بغيره صادقا. (1)
" التعليق:
حاشا ابن مسعود رضي الله عنه أن يكون محبا للكذب مطلقا، بله أن يكون يمينا غموسا، وإنما مراده رضي الله عنه أن يبين خطر الشرك، وأن جرمه أعظم من جرم الكذب، مع أن كليهما ذنب عظيم لا ينبغي الاستهانة به، فليتنبه!!
موقفه من الرافضة:
- عن قتادة قال: قال ابن مسعود: من كان منكم متأسيا فليتأس بأصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - ، فانهم كانوا أبر هذه الأمة قلوبا، وأعمقها علما، وأقلها تكلفا، وأقومها هديا، وأحسنها حالا، قوما اختارهم الله لصحبة نبيه - صلى الله عليه وسلم - ، وإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم في آثارهم، فانهم كانوا على الهدى المستقيم. (2)
- عن أبي وائل عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: إن الله نظر في قلوب العباد، فوجد قلب محمد خير قلوب العباد، فبعثه برسالته. ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد،
__________
(1) رواه عبد الرزاق (15929) والطبراني في الكبير (8902).
(2) أخرجه ابن عبدالبر في الجامع (2/947) والهروي في ذم الكلام (188) وانظر شرح السنة للبغوي (1/214) والاعتصام للشاطبي (2/852) ومنهاج السنة (2/76-77) و(6/81). ومجموع الفتاوى (3/126) وإعلام الموقعين(4/139).

فاختارهم لصحبة نبيه ونصرة دينه. فما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن، وما رآه المسلمون قبيحا فهو عند الله قبيح. (1)
- وأخرج أبو عبيد ويعقوب بن شيبة عن ابن مسعود قال: لا يزال الناس مشتملين بخير ما أتاهم العلم من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - وأكابرهم، فإذا أتاهم العلم من قبل أصاغرهم وتفرقت أهواؤهم هلكوا.
قال أبو عبيدة: معناها أن كلما جاء عن الصحابة وكبار التابعين لهم بإحسان، هو العلم الموروث، وما أحدثه من جاء بعدهم هو المذموم. (2)
- جاء في الشريعة: عن القاسم بن عبدالرحمن عن عبدالله بن مسعود -رحمه الله- قال: كان إسلام عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عزا، وكانت هجرته نصرا، وكانت خلافته رحمة، والله ما استطعنا أن نصلي ظاهرين حتى أسلم عمر، وإني لأحسب أن بين عيني عمر ملكا يسدده؛ فإذا ذكر الصالحون فحي هلا بعمر. (3)
- وعن أبي وائل قال: قدم علينا عبدالله بن مسعود؛ فنعى إلينا عمر
__________
(1) الطيالسي في المسند (246) والطبراني في الكبير (9/112-113/8583) وأبو نعيم في الحلية (1/375-376) والخطيب في الفقيه والمتفقه (1/422) والبغوي في شرح السنة (1/214-215)، وأخرجه: الإمام أحمد في المسند 1/379. والطبراني في الكبير (9/112/8582) عن عاصم عن زر بن حبيش عن عبدالله به. وقال أحمد شاكر في تعليقه على المسند: "اسناده صحيح" وهو في مجمع الزوائد (1/177-178)، وقال الهيثمي: "رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير ورجاله موثقون".
(2) رواه الطبراني في الكبير (9/120/8589) وعبد الرزاق في المصنف (11/246/20446). وابن عبدالبر في الجامع (1/607) وانظر فتح الباري (13/291) وطبقات الحنابلة (1/69) مختصرا. والاعتصام (2/682) والحوادث والبدع (ص.79).
(3) الشريعة (2/457/1267).

-رضي الله عنه- فلم أر يوما أكثر باكيا حزينا منه، ثم قال عبدالله: والذي نفسي بيده، لو أني أعلم أن عمر كان يحب كلبا لأحببته، وإنا أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - أجمعنا فبايعنا عثمان، فلم نألوا عن خيرنا وأفضلنا، ذا فوق. (1)
- وفي أصول الاعتقاد: عن مسلم أبي سعيد مولى عثمان بن عفان عن ابن مسعود: أنه مر على رجلين في المسجد قد اختلفا في آية من القرآن قال أحدهما: أقرأنيها عمر وقال آخر: أقرأنيها أبي فقال ابن مسعود: اقرأ كما أقرأكها عمر ثم هملت عيناه حتى بل الحصى وهو قائم. ثم قال: إن عمر كان حائطا كنيفا يدخلون المسلمون ولا يخرجون منه، فمات عمر فانثلم الحائط فهم يخرجون ولا يدخلون، ولو أن كلبا أحبه عمر لأحببته، وما أحببت أحدا حبي لأبي بكر وعمر وأبي عبيدة بن الجراح بعد نبيي - صلى الله عليه وسلم - حبي لهؤلاء الثلاثة. (2)
- أخرج ابن وضاح بسنده إلى زيد بن وهب عن ابن مسعود قال: كان عمر بن الخطاب حائطا حصينا على الإسلام يدخل الناس فيه ولا يخرجون منه، فانثلم الحائط والناس خرجوا منه ولا يدخلون فيه (3) .
- وجاء في المنهاج: قال ابن مسعود لما مات عمر: إني لأحسب هذا قد ذهب بتسعة أعشار العلم، وشارك الناس في العشر الباقي. (4)
- وفيه: قال ابن مسعود: كان عمر إذا فتح لنا بابا دخلناه فوجدناه
__________
(1) الشريعة (3/11/1274).
(2) أصول الاعتقاد (7/1416/2544).
(3) ما جاء في البدع (ص.156).
(4) المنهاج (7/524).

سهلا. أتي في زوج وأبوين وامرأة وأبوين، فقال: للأم ثلث الباقي. ثم إن عثمان وعليا وابن مسعود وزيدا اتبعوه. (1)
- وفي أصول الاعتقاد: عن النزال بن سبرة عن عبدالله بن مسعود قال: لما أمر عثمان قال عبدالله بن مسعود: لقد أمرنا خير من بقي ولم نأل. (2)
- وفيه: عن شقيق عن عبدالله قال: حب أبي بكر وعمر ومعرفة فضلهما من السنة. (3)
موقفه من الجهمية:
- عن أبي كنف قال: قال عبدالله: من حلف بالقرآن فعليه بكل آياته يمين، قال: فذكرت ذلك لإبراهيم قال: فقال عبدالله: من حلف بالقرآن فعليه بكل آية يمين، ومن كفر بحرف منه فقد كفر به أجمع. (4)
- قال عبدالله بن مسعود: القرآن كلام الله فمن رد منه شيئا فإنما يرد على الله. (5)
- وأخرج عبدالله بن أحمد بسنده إلى عبدالله بن مسعود قال: من كان يحب أن يعلم أنه يحب الله فليعرض نفسه على القرآن، فإن أحب القرآن فهو يحب الله فإنما القرآن كلام الله. (6)
__________
(1) المنهاج (7/525).
(2) أصول الاعتقاد (7/1423-1424/2555) ونحوه في المنهاج (8/227).
(3) أصول الاعتقاد (7/1310-1311/2319) وجامع بيان العلم (2/1178).
(4) أصول الاعتقاد (2/258/379) والفتاوى الكبرى (5/56).
(5) السنة لعبدالله (ص.27).
(6) السنة لعبدالله (ص.28).

- وعنه قال: قال إن أحسن الكلام كلام الله. (1)
- وعن عبدالله بن عكيم قال: سمعت ابن مسعود رضي الله عنه وبدأ باليمين قبل الكلام: ما منكم من أحد إلا سيخلو به ربه كما يخلو بالقمر لي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://allahway.ahlamontada.com
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 1658
الحسنات الحسنات : 38788
الجوائز : : 12
تاريخ التسجيل : 28/04/2011
الموقع : منتديات طريق الله

عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه Empty
مُساهمةموضوع: عبد الله ابن مسعود أحد العبادلة الأربعة   عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه Emptyالثلاثاء أغسطس 23, 2011 12:24 pm

رضي الله عنه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://allahway.ahlamontada.com
 
عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات طريق الله :: السلف و الأعلام :: الأنبياء و الصحابة و السلف و التابعين-
انتقل الى: