سَلْمَان الفارسي
سَلْمَان الفارسي (3) (36 هـ)
سلمان ابن الإسلام، ويقال له: سلمان
الخير، أبو عبدالله الفارسي. سابق الفرس إلى الإسلام، صحب النبي - صلى الله عليه
وسلم - ، وخدمه وحدث عنه. كان لبيبا حازما، من عقلاء الرجال وعبادهم ونبلائهم. كان
قد سمع بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - سيبعث فخرج في طلب ذلك فأسر، وبيع
بالمدينة فاشتغل بالرق، حتى كان
__________
(1) الحلية (1/89).
(2) أصول
الاعتقاد (3/458/692).
(3) الاستيعاب (2/634-638) والإصابة (3/141-142) والسير
(1/505-558) والجرح والتعديل (4/296-297) وتاريخ بغداد (1/163-171) وأسد الغابة
(2/510-515).
أول
مشاهده الخندق، وشهد بقية المشاهد. روى عنه ابن عباس، وأنس بن مالك، وأبو الطفيل،
وشرحبيل ابن السمط، وعبدالرحمن بن يزيد النخعي. قال كعب الأحبار: سلمان حشي علما
وحكمة. قال ابن عبدالبر: كان خيّرا فاضلا حبرا عالما زاهدا متقشفا. توفي سنة ست
وثلاثين.
موقفه من المبتدعة:
- جاء في الإبانة عن عبدالله بن ربيعة عن سلمان أنه قال: لا يزال
الناس بخير ما بقي الأول حتى يعلم الآخر، فإذا هلك الأول قبل أن يعلم الآخر هلك
الناس. (1)
- وروى الدارمي عن أبي صادق قال: قال سلمان: لو وضع رجل رأسه على
الحجر الأسود فصام النهار وقام الليل لبعثه الله يوم القيامة مع هواه.
(2)
موقفه من المرجئة:
- عن عبدالله بن )هبيره( النصري قال: كتب أبو الدرداء إلى سلمان: أن
هلم إلى الأرض المقدسة. وكان أبو الدرداء يلي القضاء بالشام، فكتب إليه سلمان:
الأرض لا تقدس أحدا إنما يقدس المرء عمله. (3)
- عن طارق بن شهاب الأحمسي عن
سلمان قال: إن مثل الصلوات الخمس كمثل سهام الغنيمة، فمن يضرب فيها بخمسة خير ممن
يضرب فيها
__________
(1) الإبانة (1/1/204/42).
(2) سنن الدارمي
(1/92).
(3) أصول الاعتقاد (5/1019/1718).
بأربعة، ومن يضرب فيها بأربعة خير ممن يضرب فيها بثلاثة، ومن يضرب فيها
بثلاثة خير ممن يضرب فيها بسهمين، ومن يضرب فيها بسهمين خير ممن يضرب فيها بسهم،
وما جعل الله من له سهم في الإسلام كمن لا سهم له. (1)
موقفه من القدرية:
- جاء في الإبانة: عن أبي الحجاج (رجل من الأزد)؛ قال: سألت سلمان:
كيف الإيمان بالقدر يا أبا عبدالله؟ قال: أن يعلم الرجل من قبل نفسه أن ما أصابه لم
يكن ليخطئه، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه؛ فذاك الإيمان بالقدر. (2)
- عن أبي
نعامة السعدي قال: كنا عند أبي عثمان فحمدنا الله ودعونا، فقلت: لأنا بأول هذا
الأمر أشد فرحا مني بآخره. فقال: ثبتك الله. كنا عند سلمان فحمدنا الله ودعوناه
وذكرناه، فقلت لأنا بأول هذا الأمر أشد فرحا مني بآخره. فقال سلمان: ثبتك الله. إن
الله لما خلق آدم مسح ظهره فأخرج منه ما هو ذاري إلى يوم القيامة، فكتب الآجال
والأرزاق والأعمال والشقوة والسعادة. فمن علم السعادة فعل الخير ومجالس الخير. ومن
علم الشقاوة فعل الشر ومجالس الشر. (3)
__________
(1) مصنف ابن أبي شيبة
(6/165/30367).
(2) الإبانة (2/9/170/1653) وأصول الاعتقاد (4/749/1240)
والشريعة (1/406/472).
(3) أصول الاعتقاد (4/749-750/1241) والإبانة
(2/9/169-170/ 1652) والشريعة (1/405/469).