خبَّاب بن الأَرَتّ
خبَّاب بن الأَرَتّ (1) (37 هـ)
خباب بن الأرت بن جَنْدَلة، كان فاضلا
من السابقين الأولين، من أوائل من أظهر إسلامه وعذب لأجل ذلك عذابا شديدا، شهد بدرا
وما بعدها من المشاهد مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ، يكنى أبا يحيى، وقيل يكنى
أبا عبدالله وقيل أبا محمد. روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - . روى عنه مسروق
بن الأجدع وأبو أمامة صدي ابن عجلان، وعلقمة بن قيس النخعي وابنه عبدالله بن خباب
وأبو وائل شقيق بن سلمة وغيرهم.
قال مجاهد: أول من أظهر إسلامه رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - ، وأبو بكر، وخباب، وبلال، وصهيب، وعمار.
وعن الشعبي قال: سأل
عمر خبابا عما لقي من المشركين، فقال: يا أمير المؤمنين، انظر إلى ظهري، فنظر، فقال
ما رأيت كاليوم. قال خباب: لقد أوقدت لي نار وسحبت عليها فما أطفأها إلا ودك ظهري.
وعن أبي ليلى الكندي قال: قال عمر لخباب: "ادن، فما أحد أحق بهذا المجلس منك إلا
عمار، قال: فجعل يريه بظهره شيئا يعني من آثار تعذيب قريش له" رواه ابن ماجه (2)
.
توفي رضي الله عنه بالكوفة سنة سبع وثلاثين وصلى عليه علي
رضي
__________
(1) البداية (7/310) والإصابة (2/258-259) والاستيعاب
(2/437-439) والطبقات لابن سعد (3/164-167) ومجمع الزوائد (9/298-299) والسير
(2/323-324) والحلية (1/143-147) وتهذيب التهذيب (3/133-134) وشذرات الذهب (1/47)
والعقد الثمين (4/300) والجرح والتعديل (3/395) وتهذيب الكمال (8/219-220).
(2)
ابن ماجه (1/54/153) قال البوصيري في الزوائد: "هذا إسناد
صحيح".
الله
عنه.
موقفه من المبتدعة:
- روى ابن وضاح عن عبدالله بن خباب قال: بينما نحن في المسجد ونحن
جلوس مع قوم نقرأ السجدة ونبكي فأرسل إلي أبي، فوجدته قد احتجز معه هراوة له فأقبل
علي فقلت: يا أبت مالي مالي؟ قال: ألم أرك جالسا مع العمالقة ثم قال: هذا قرن خارج
الآن. (1)
- وعن صالح أبي الخليل قال: مر خباب بابنه وهو مع أناس يجادلون في
القرآن فانقلب غضبان فأعد له سوطا أو خطاما أو نسعة، فلما انقلب الفتى وثب عليه من
غير أن يأتيه فضربه ضربا عنيفا، فلما رأى الجد من أبيه قال: قد علمت أنك إنما تريد
نفسي فعلى ماذا؟ فما رد عليه شيئا فجعل يضربه فقال: يا أبت، قد أرى أنك تريد نفسي،
فمه؟ قال: ألم أرك مع قوم يجادلون في القرآن؟ قال: يا أبت إني لا أعود. فكان إذا مر
بهم يدعونه، قال:فيقول: لا، إلا أن تقبلوا مني ما قبل أبي من نبي الله. قال:
فيقولون له: إنه قد كان بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - أمور أو أحداث.
(2)
موقفه من المشركين:
- روى البخاري من حديث خباب قال: شكونا إلى رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة فقلنا: ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو لنا؟ فقال:
"قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها
__________
(1)
ابن وضاح (ص.52).
(2) ابن وضاح (ص.52-53).
فيجاء
بالميشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه، فما
يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا
يخاف إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون". (1)
- وعن مسروق قال: سمعت
خبابا قال: جئت العاص بن وائل السهمي أتقاضاه حقا لي عنده، قال: لا أعطيك حتى تكفر
بمحمد - صلى الله عليه وسلم - ، فقلت: لا حتى تموت ثم تبعث قال: وإني لميت ثم
مبعوث؟. قلت: نعم قال: إن لي هناك مالا وولدا فأقضيك فنزلت هذه الآية: أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآَيَاتِنَا
وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا
(77) (2) . (3)
موقفه من الجهمية:
جاء في أصول الاعتقاد: عن فروة بن نوفل قال: أخذ خباب بن الأرت بيدي
فقال: يا هناه تقرب إلى الله بما استطعت فإنك لست بمقترب إلى الله بشيء أحب إليه من
كلامه. (4)
__________
(1) أحمد (5/109 و110-111) والبخاري (6/768/3612) وأبو
داود (3/108/2649) والنسائي (8/592/5335)مختصرا.
(2) مريم الآية (77).
(3)
البخاري (8/548/4732).
(4) أصول الاعتقاد (2/375/558) والإبانة
(1/12/244-245/19) والشريعة (1/216/169) والفتاوى (3/175) والسنة لعبدالله
(24).