لكن لو تصورنا أن الأرض تدور على محورٍ عموديٍ تماماً على مستوي دورانها، قلنا: إذا كان المحور هكذا هذا مستوي الدوران والمحور هكذا يصبح الليل أبدياً والنهار أبدياً، لكن لو أن المحور عمودي تماماً على مستوي الدوران الشمس هنا، هنا أشعة الشمس عمودية، صيفٌ إلى أبد الآبدين، وهناك شتاءٌ إلى أبد الآبدين، لا يمكن أن تتبدل الفصول إلا بمحورٍ ليس عمودياً على مستوي الدوران، المحور المائل هكذا، الأرض تدور هكذا، أشعة الشمس هنا عمودية على قسمها الأعلى، فنصف الكرة الأعلى صيف لأن أشعة الشمس عموديةٌ عليه، فإذا انتقلت الأرض إلى الجانب الآخر أصبحت الشمس عمودية على قسم الأرض الأسفل، فكان الصيف في الجنوب هذا شيء ثابت، في استراليا عندما يكون الصيف عندنا يكون الشتاء عندهم، وعندما يكون الشتاء عندنا يكون الصيف عندهم.
فلذلك لولا ميل المحور ثلاث وثلاثون درجة إلى سبع وعشرين درجة على مستوي الدوران لما كانت الفصول الأربعة، فالفصول الأربعة تحقق حياة الإنسان الرغيدة، هناك صيف فيه شمس فتُنضج الفواكه والثمار والمحاصيل، وهناك شتاء تأتي بالأمطار، وهناك فصول انتقالية كالربيع والخريف، ولولا ميل المحور في أثناء دوران الأرض حول نفسها لما كان فصل شتاء ولا ربيعٍ ولا خريفٍ ولا صيف. ما هذه الحكمة ؟