أم عمار
وأم
عمار: اصبروا آل ياسر موعدكم الجنة. (1)
- وعن ابن عون عن محمد أن النبي - صلى
الله عليه وسلم - لقي عمارا وهو يبكي، فجعل يمسح عن عينيه وهو يقول: أخذك الكفار
فغطوك في الماء فقلت كذا وكذا فإن عادوا فقل ذاك لهم. (2)
- وعن عمر بن الحكم
قال: كان عمار بن ياسر يعذب حتى لا يدري ما يقول، وكان صهيب يعذب حتى لا يدري ما
يقول ...وقوم من المسلمين وفيهم نزلت هذه الآية: ثُمَّ إِن رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ
مَا فُتِنُوا (3) .اهـ (4)
- وعن أبي
رزين، عن عبدالله بن مسعود، عنه، قال: إن أبا جهل طعن بحربة في فخذ سمية أم عمار
حتى بلغت فرجها فماتت، فقال عمار: يا رسول الله، بلغ منا -أو بلغ منها- العذاب كل
مبلغ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، صبرا أبا اليقظان، اللهم لا تعذب
أحدا من آل ياسر بالنار. (5)
"
__________
(1) رواه الطبراني (24/303/769)
من حديث عثمان بن عفان. وذكره الهيثمي في المجمع (9/293) وقال: "ورجاله ثقات وله
شاهد رواه الطبراني في الأوسط (2/304-305/1531) من طريق إبراهيم بن عبدالعزيز
المقوم، قال حدثنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا هشام الدستوائي، عن أبي الزبير عن
جابر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مر بعمار ابن ياسر وبأهله وهم يعذبون في الله
عز وجل، فقال: أبشروا آل ياسر موعدكم الجنة. وقال: لم يرو هذا الحديث عن أبي الزبير
إلا هشام، ولا عن هشام إلا مسلم تفرد به إبراهيم بن عبدالعزيز. وذكره الهيثمي في
المجمع (9/293) وقال: "رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير إبراهيم بن
عبدالعزيز المقوم وهو ثقة".
(2) طبقات ابن سعد (3/249).
(3) النحل الآية
(110).
(4) طبقات ابن سعد (3/248).
(5) أخرجه ابن عبدالبر في الاستيعاب
(4/1864).
التعليق:
لقد شرف الله هذه الأسرة المباركة بهذه المواقف العظيمة، فكانت في
الثبات على عقيدة التوحيد الخالص، وإيثار الآخرة على الدنيا، واسترخاص المهج في
سبيل ذلك.
موقفه من الرافضة:
- عن عمرو بن غالب أن رجلا نال من عائشة رضي الله عنها عند عمار بن
ياسر فقال: اغرب مقبوحا منبوحا أتؤذي حبيبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
(1)
- عن ابن أبي الهذيل قال: قال عمار بن ياسر: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو
بكر ثم عمر. (2)
- وعنه أيضا، عن عمار بن ياسر قال: من فضل على أبي بكر وعمر
أحدا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أزرى على اثني عشر ألفا من أصحاب
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . (3)
موقفه من المرجئة:
عن صلة بن زفر، عن عمار قال: ثلاث من كن فيه فقد استكمل الإيمان،
إنصاف من نفسه، والإنفاق من الإقتار، وبذل السلام للعالم. (4)
__________
(1)
الشريعة (3/475/1945). وهو عند الترمذي (5/664/3888) قال الذهبي في السير (2/179):
"صححه في بعض النسخ، وفي بعض النسخ: هذا حديث حسن".
(2) أصول الاعتقاد
(7/1407-1408/2533).
(3) أصول الاعتقاد (8/1449/2610).
(4) أصول الاعتقاد
(5/1016-1017/1713) والإيمان لابن أبي شيبة (131) وهو في المصنف (6/172/30440) وهو
عند البخاري معلقا في كتاب الإيمان باب: إفشاء السلام من الإسلام (1/111
الفتح).