عضو لا يعرف الإجازة!
يسري صابر فنجر
جاءت الإجازة بما فيها من فراغ مغبون فيه كثير من الناس فيبحث كل إنسان عما يجعل من إجازته راحة لبدنه وقلبه وعقله من جو جميل مريح ويصرف العقل عن الشواغل ويتعدد تعلق القلب فمنا من تعلق قلبه بمعصية الله ـ عز وجل ـ فيقضي إجازته فيها ـ نسأل الله الهداية والعافيةـ ومنا من تعلق قلبه بالمباح كالسفر والقصور والمرأة والأولاد والسيارة ......الخ ومنا من تعلق قلبه بطاعة الله ـ عز وجل ـ من أداء الفروض والنوافل وحفظ القرآن والأذكار الشرعية وتعلم العلم ..........الخ أسأل الله ـ سبحانه وتعالىـ أن يكثر سوادهم ولكني أذكر بظلٍ ظليل ذلك هو ظل عرش الرحمن ـ جل وعلا ـ الوارد في الحديث الذي رواه البخاري (660) ومسلم ( 1031) من حديث أبي هريرة عن النبي – صلى الله عليه وسلم قال: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله الإمام العادل،وشاب نشأ في عبادة ربه،ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه،ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله،ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه"
وقال النبي المصطفـى إن سبعة يظلهم الله الكريم بظله
محبٌ عفيفٌ ناشئٌ متصدقٌ وباك مصل والإمام بعدله
والسؤال الذي يطرح نفسه أين أنا من هؤلاء السبعة حتى أنعم بظل الرحمن
وأسارع في الخيرات حتى أثقل ميزاني يوم القيامة وأخاف من الندم والحسرة "وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً"[الفرقان:27]
"أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ" [الزمر:56]
روى مسلم (1028) من حديث أبي هريرة- رضي الله عنه- قال قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم- : "من أصبح منكم اليوم صائما قال أبو بكر أنا قال فمن تبع منكم اليوم جنازة قال أبو بكر أنا قال فمن اطعم منكم اليوم مسكينا قال أبو بكر انا قال فمن عاد منكم اليوم مريضا قال أبو بكر أنا فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم- ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة "
هل تعلم أن لديك عضو في جسدك لا يأخذ إجازة ؟!!!
نعم لا يأخذ إجازة ولو أخذ إجازة لأقل من ثانية قد تموت كل أعضاء الجسد لأن به حياة الجسم كله فهو عضو نابض تحيا بنبضه كل الأعضاء....
ومن أئمتنا من لا يعرف الإجازة وليست واردة في مفكرتهم ولا قاموسهم ولا دواوينهم حتى قال الإمام أحمد رحمه الله مع المحبرة حتى المقبرة فالمحبرة لا تنفك عنه لا صيفا ولا شتاءً ولا غيره .
وذكر عند الإمام الطبري رحمه الله وهو يحتضر حديثاً لا يعرفه فقام وكتبه حتى في مثل هذا الوقت...!!!
وختاماً. أين أنت من الجنائز؟
أين أنت من عيادة المريض ؟
أين أنت من طاعة خالقك؟
أين أنت من جنة مولاك؟
أين أنت من ......؟
ربنا بارك لنا في أعمارنا وارزقنا طاعتك وتقواك.