معاذ بن جبل
معاذ بن جبل (4) (18 هـ)
__________
(1) أحمد مختصرا (6/63) ومسلم (4/1856/2385). ورواه الترمذي (5/566-567/3675 عن عبدالله بن شقيق قال: قلت لعائشة: أي أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان أحب إلى رسول الله؟ فذكرته. وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح".
(2) السير (1/8).
(3) انظر الترجمة.
(4) الإصابة (6/136-138) وحلية الأولياء (1/228-244) ومجمع الزوائد (9/311) وطبقات ابن سعد (3/583-590) وتذكرة الحفاظ (1/19-22) والمعرفة والتاريخ (1/314) وشذرات الذهب (1/29-30) والبداية والنهاية (7/94-95) وتقريب التهذيب (2/255) وسير أعلام النبلاء (1/443-461) والاستيعاب (3/1402-1407).
معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس، أبو عبدالرحمن الأنصاري الخزرجي البدري، الإمام المقدم في علم الحلال والحرام وفيه قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ... وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ" (1) شهد العقبة شابا أمرد وشهد المشاهد كلها. وكان ممن جمع القرآن على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . فعن عبدالله بن عمرو قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :_"خذوا القرآن من أربعة: من ابن مسعود، وأبيّ، ومعاذ بن جبل، وسالم مولى أبي حذيفة" (2) . وعن محمد بن سهل بن أبي حثمة عن أبيه قال: كان الذين يفتون على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة من المهاجرين عمر وعثمان، وعلي وثلاثة من الأنصار: أبي بن كعب ومعاذ وزيد. وكان من أفضل شباب الأنصار حلما وحياء وسخاء. ومناقبه كثيرة. عن نيار الأسلمي: أن عمر كان يستشير هؤلاء فذكر منهم معاذا. وصح عن عمر قوله: من أراد الفقه، فليأت معاذ بن جبل. وكانت وفاته بالطاعون في الشام سنة ثماني عشرة رضي الله عنه.
موقفه من المبتدعة:
- جاء في أصول الاعتقاد: كان معاذ يقول في كل مجلس يجلسه: الله
__________
(1) أحمد (3/184) والترمذي (5/623/3790) وقال: "هذا حديث حسن غريب". وابن ماجة (1/55/154) والحاكم (3/422) وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي. وابن حبان (16/74/7131 الإحسان).
(2) أحمد (2/189و195) والبخاري (7/160/3808) ومسلم (4/1913/2464) والترمذي (5/632/3810) وقال: "هذا حديث حسن صحيح".
حكم قسط تبارك اسمه، هلك المرتابون، إن من ورائكم فتنا يكثر فيها المال، ويفتح فيها القرآن حتى يأخذه الرجل والمرأة والحر والعبد والصغير والكبير، فيوشك الرجل أن يقرأ القرآن فيقول: قد قرأت القرآن، فما للناس لا يتبعوني وقد قرأت القرآن، ثم ما هم بمتبعي حتى أبتدع لهم غيره، فإياكم وما ابتدع فإن ما ابتدع ضلالة. واتقوا زيغة الحكيم فإن الشيطان يلقي على في الحكيم الضلالة ويلقي المنافق كلمة الحق قال: قلنا: وما يدرينا يرحمك الله أن المنافق يلقي كلمة الحق، وأن الشيطان يلقي على في الحكيم كلمة الضلالة. قال: اجتنبوا من كلام الحكيم كل متشابه الذي إذا سمعته قلت ما هذا؟ ولا ينأ بك ذلك عنه، فإنه لعله أن يراجع ويلقي الحق إذا سمعه، فإن على الحق نورا. (1)
- قال معاذ بن جبل: إياكم والبدع والتبدع والتنطع، وعليكم بالأمر العتيق. (2)
- وعنه قال: يد الله فوق الجماعة، فمن شذ لم يبال الله بشذوذه. (3)
" التعليق:
كان معاذ بن جبل من أغزر الصحابة علما بالحلال والحرام، وأما علمه بعقيدة التوحيد الخالصة فأمر مجمع عليه بينه وبين إخوانه من الصحابة رضوان
__________
(1) أصول الاعتقاد (1/99-100/116) وأبو داود (5/17-18/4611) والإبانة (1/2/307-308/143) وما جاء في البدع (ص.63-64) وجامع بيان العلم وفضله (2/981). وانظر الحوادث والبدع (ص.37-38) والباعث (ص.62) والاعتصام (1/110-111) وإعلام الموقعين (1/104-105)و(2/193) والجزء الأول منه في السير (8/143).
(2) رواه ابن وضاح في البدع (ص.65) والهروي في ذم الكلام (ص.136).
(3) الإبانة (1/2/288-289/119).
الله عليهم. ولذا كان يعلم خطر البدع والمبتدعة، فكان يحذر منهم في كل مجلس، فهؤلاء هم أحياء القلوب، وأما أهل زماننا فأموات غير أحياء، وما يشعرون أيان يبعثون. قبلوا البدعة ورضوا بها، وتسهالوا مع المبتدعة واتخذوهم أحبابا وإخوانا، وآووهم في بيوتهم وأحاطوهم بكل رعاية والله المستعان.
- وجاء في السير عن أم سلمة أن أبا عبيدة لما أصيب، استخلف معاذ ابن جبل -يعني في طاعون عمواس- اشتد الوجع، فصرخ الناس إلى معاذ: ادع الله أن يرفع عنا هذا الرجز، قال:إنه ليس برجز ولكن دعوة نبيكم، وموت الصالحين قبلكم، وشهادة يخص الله بها من يشاء منكم، أيها الناس، أربع خلال من استطاع أن لا تدركه، قالوا: ما هي؟ قال: يأتي زمان يظهر فيه الباطل، ويأتي زمان يقول الرجل: والله ما أدري ما أنا، لا يعيش على بصيرة، ولا يموت على بصيرة. (1)
- وجاء في الإبانة عن عاصم بن حميد، قال: سمعت معاذا يقول: إنكم لن تروا من الدنيا إلا بلاء وفتنة، ولن يزداد الأمر إلا شدة، ولن تروا من الأئمة إلا غلظة، ولن تروا أمرا يهولكم ويشتد عليكم إلا حقره بعد ما هو أشد منه. قال أبو عبدالله أحمد بن حنبل: اللهم رضنا مرتين. (2)
موقفه من المشركين:
عن أبي موسى أن رجلا أسلم ثم تهود، فأتاه معاذ بن جبل -وهو عند أبي موسى- فقال: ما لهذا؟ قال: أسلم ثم تهود، قال لا أجلس حتى أقتله، قضاء الله
__________
(1) السير (1/457).
(2) الإبانة (1/1/181-182/16).
ورسوله - صلى الله عليه وسلم - . (1)
موقفه من الجهمية:
عن ميمون أبي حمزة قال: كنت جالسا عند أبي وائل فدخل علينا رجل يقال له: أبو عفيف. فقال له شقيق بن سلمة: يا أبا عفيف ألا تحدثنا عن معاذ بن جبل ؟ قال: بلى سمعته يقول: يحبس الناس يوم القيامة في صعيد واحد فينادي: أين المتقون؟ فيقومون في كنف من الرحمن لا يحتجب الله منهم ولا يستتر. قلت: من المتقون؟ قال: قوم اتقوا الشرك وعبادة الأوثان وأخلصوا لله العبادة فيمرون إلى الجنة. (2)
موقفه من المرجئة:
- عن الأسود بن هلال قال: قال معاذ: اجلس بنا نؤمن ساعة، فيجلسان يتذاكران الله ويحمدانه. (3)
- عن سفيان عن عبدالملك بن عمير قال: قال لمعاذ: ما ملاك أمرنا الذي نقوم به؟ قال: الإخلاص، وهي الفطرة والصلاة وهي الملة والسمع والطاعة وهي العصمة وسيكون بعدك اختلاف. (4)
__________
(1) البخاري (7157) ومسلم (1733).
(2) أصول الاعتقاد (3/552-553/864).
(3) الإبانة (2/7/847/1135) وابن أبي شيبة في الإيمان (105،107) وفي المصنف (11/26) وأبو عبيد في الإيمان (ص.20) وأصول الاعتقاد (5/1014/1706و1707) والسنة لعبدالله (ص.115) والسنة للخلال (4/39/1121).
(4) الإبانة (2/7/898/1252).