المِقْدَاد بن الأسود الكندي
المِقْدَاد بن الأسود الكندي (1) (33 هـ)
المِقْدَاد بن عمرو بن ثعلبة صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . وأحد السابقين الأولين، شهد بدرا والمشاهد. وثبت أنه كان يوم بدر فارسا. حدث عنه علي، وابن مسعود، وابن عباس، وجبير بن نفير، وابن أبي ليلى وغيرهم. قال أبو عمر ابن عبدالبر: وكان من الفضلاء والنجباء الكبار الخيار من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - . وشهد المقداد فتح مصر ومات في أرضه بالجرف، فحمل إلى المدينة ودفن بها، وصلى عليه عثمان بن عفان. توفي رضي الله عنه سنة ثلاث وثلاثين.
موقفه من المبتدعة:
روى ابن بطة (2) عن عبدالرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن المقداد بن الأسود الكندي، قال: جاءنا المقداد لحاجة فقلنا: اجلس عافاك الله حتى نطلب لك حاجتك، قال: فجلس، فقال: العجب من قوم مررت بهم آنفا يتمنون الفتنة يزعمون ليبلينهم الله فيها ما أبلى رسوله وأصحابه، والله لقد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن السعيد لمن جنب الفتن، إن السعيد لمن جنب الفتن، إن السعيد لمن جنب الفتن -ثلاث مرات- ولمن ابتلي فصبر فواها" (3) لايم الله لا أشهد على واحد أنه من أهل الجنة حتى أعلم بما يموت عليه. لحديث سمعته عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "لقلب ابن آدم أسرع انقلابا من
__________
(1) طبقات ابن سعد (3/161) والاستيعاب (4/1480) وأسد الغابة (4/409) وسير أعلام النبلاء (1/385) وتهذيب الكمال (28/452) والإصابة (6/202-204) وشذرات الذهب (1/39).
(2) الإبانة (2/4/586-587/744).
(3) رواه أبو داود (4/460/4263) وصححه الشيخ الألباني في الصحيحة (رقم975) على شرط مسلم. واها: قال أبو سليمان الخطابي: واها كلمة معناها التلهف.
القدر إذا استجمعت غليا". (1)
موقفه من المشركين:
عن ابن مسعود قال: لقد شهدت من المقداد مشهدا لأن أكون صاحبه أحب إلي مما طلعت عليه الشمس؛ وذلك أنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يذكر المشركين، فقال: يا رسول الله إنا والله لا نقول لك كما قال أصحاب موسى لموسى، فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ولكننا نقاتل من بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك. قال: فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يشرق وجهه لذلك وسره وأعجبه. (2)